خطبة الجمعة القادمة : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للشيخ كمال المهدي
خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م بعنوان : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للشيخ كمال المهدي، بتاريخ 25 رمضان 1442هـ ، الموافق 7 مايو 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م بصيغة word : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للشيخ كمال المهدي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م بصيغة pdf : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للشيخ كمال المهدي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م بعنوان : فضل ليلة القدر وصدقة الفطر ، للشيخ كمال المهدي:
١-فضل ليلة القدر .
٢- ما ينبغي فعله في ليلة القدر.
٣- خطورة الخصام والتشاحن.
٤- الحكمة من صدقة الفطر.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 7 مايو 2021م كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة ٢٥ رمضــان ١٤٤٢ الموافق ٧مايو ٢٠٢١ م بعنوان (فضل ليلة القدر وصدقة الفطر).
**
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد :-
أحبتي في الله :-
ها هو شهر رمضان يستعد للرحيل يستعد لأن يطوي الأعمال للصعود بها إلى مالك الملك وملك الملوك ليعرضها على من لا يغفل ولا ينام..
فيا شهر الصيام فدتك نفسي ** تمهل بالرحيل والإنتقال..
فما أدري إذا ما الحول ولى **وعُدت بقابل في خير حال..
أتلقاني مع الأحياء حياً ** أم أنك تلقني في اللحد بالي..
فهذي سُنة الدنيا دواما ** فراق بعد جمع واكتمال..
وتلك طبيعة الأيام فينا ** تبدد نورها بعد الظلام..
أيها الاحبة:-
ها هي الأيام تمر سريعاً ولم يبقى من رمضان إلا القليل هذا القليل فيه ليلة من أعظم الليالي فَضَّلها الله جل وعلا وخص بها الأمة المحمدية ليلة عظيمة الشأن رفيعة المكانة عالية القدر كثيرة الخير..
تُرَى أي ليلة هذه؟؟
إنها ليلة القدر قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)[سورة القدر] .
ليلة القدر ليلة اختصها الله جل وعلا بأن أنزل فيها كلامه العظيم ودستوره القويم : القرآن الكريم..
وصفها الله تعالى بأنها ليلة مباركة قال تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرَاً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الدخان:٣-٦].
** ولِمَا لا تكون مباركة.. والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر فما أعظم بركتها وما أوفر مكانتها..
ولِمَا لا تكون مباركة.. وقد أخبر حبيبنا صلى الله عليه وسلم أنها سبب لغفران الذنوب ما تقدم منها وما تأخر.. فقد قال صلى الله عليه وسلم :(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
فيا لَيْلَةَ القَدْرِ آمالاً نُعَانيها **
ومن مُحَيَّاكِ تأتينا غَواليها..
يا ليلةً زانها الرحمنُ جَمَّلَهَا **
فيها العطاءُ وما أدراك ما فيها..
فيها السلامُ من الهادي تُرَدِّدُهُ **
ملائكٌ نزلتْ والروحُ حَادِيهَا..
يا ليلةً وهبَ الفتَّاحُ قائِمَهَا **
غفرانَهُ ألفَ شهرٍ لا يساويهَا..
قد خصَّهَا اللهُ بالقُرآنِ تَذْكِرَةً **
فيه السعادةُ في أسمى معانيهَا..
نورٌ من الله يجلو كُلَّ مظلِمةٍ **
إذا استَنَرْنَا بهِ زالتْ غَوَاشِيهَا..
رُوحٌ من الله إن مسَّتْ هياكِلَنَا **
رَقَتْ وطَارَتْ إلى أَعْلَى مَرامِيهَا..
أحبتي في الله :-
هذه الليلة المباركة أخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنها في العشر الأواخر من رمضان في الليالي الوتر منها فعن السيدة عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: (تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ)رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية عنها أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ). رواه البخاري.
** فحري بنا أن نتحرى هذه الليلة ولا ندعها تمر من بين أيدينا فإننا لا ندري هل سندركها أم لا؟ فكم من أناس كانوا معنا وكانوا يعتقدون أنهم سيدركون الليالي العشر الأواخر من رمضان وسيدركون ليلة القدر ولكن جاءهم الموت بغتة.
** فكيف نستغل هذه الأيام المباركة علنا ندرك هذه الليلة العظيمة.
أولا :- علينا بقيام الليل في جميع الليالي ولماذا الليل؟ لأن الليل هو الوعاء الزمني الذي تناجي فيه الأرواح ربها.. الليل في سكونه.. الليل في هدوئه..
قال تعالى (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [الذاريات:١٧]..
كان لأحد الصالحين زوجة.. كلما استيقظ ليلاً سمعها تذكر الله.. فقال لها : يا أمة الله.. ألا تنامين؟ فقالت له يا عبدالله.. وكيف ينام من علم أن حبيبه لا ينام!!
ثم سمعها تقول :-
يا حبيب القلوب أنت الحبيب ** أنت أنسى وأنت مني قريب..
يا طبيباً بذكره يتداوي ** كل ذي سقم فنعم الطبيب..
طلعت شمس من أحب بليل ** واستنارت فما تلاها غروب..
أن شمس النهار تغرب بليل ** وشموس القلوب ليست تغيب..
فإذا ما الظلام أسبل ستراً ** فإلى ربها تحن القلوب..
امرأة لا تنام لأنها علمت أن الله لا ينام. فكيف حال نسائنا إذا جاءت العشر الأخيرة من رمضان؟
لا تنام نساؤنا كذلك ولكن لماذا؟
أيقرأن القرآن؟ هل يذكرن الله؟ هل يعكفن على الصلوات؟ كل ذلك لا!! إنما لا ينمن العشر الأواخر في نظافة البيوت وصناعة الحلويات والكعك وغيره يضيعن بسبب جهلهن أعظم ليلة من أيديهن فلننبه نسائنا..
ثانيا :- ينبغي علينا أن نهتم بالإكثار من الدعاء في هذه الليلة المباركة ولا سيما ذلكم الدعاء العظيم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ففي الترمذي أن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، أرأيت إنْ علمتُ ليلة القدر أي ليلة هي، فماذا أقول؟ قال: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
** أحبتي في الله :- هذه الليلة المباركة أخفاها الله جل وعلا لحكمة بالغة لنُحيي العديد من الليالي في رمضان تحريا للفوز بها.
ولكن ينبغي علينا أن نعرف أن الله أطلع حبيبنا صلى الله عليه وسلم بها ولكنها رفعت أتدرون لماذا؟؟
لنستمع إلى هذا الحديث أولاً.. عن عُبادةَ بن الصَّامتِ قال: خرَج النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ ليُخبِرَنا بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى رجُلانِ من المسلمين، فقال: (خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ) رواه البخاري ومسلم.
خرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَومًا ليُخبِرَ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم بوَقتِ لَيلةِ القدْرِ ويُعيِّنُها لهم، فوجَد رجُلينِ يَتخاصَمانِ ويَتنازَعانِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي خرَجْتُ لأُخبِرَكم بلَيلةِ القدرِ أيُّ ليلةٍ هي، فوجَدتُ رجُلينِ يَتخاصَمانِ، فرُفِع عِلمُها ومِيقاتُها، فحُرِموا به بَركةَ لَيلةِ القدْرِ، وإلَّا فهي باقيةٌ إلى يومِ القِيامةِ. ثمَّ قال: وعسَى أنْ يكونَ في رفْعِها وإبهامِ تَعيينِها خَيرٌ لكم؛ لتَزيدوا في الاجتهادِ في طَلبِها، فيَحصُلَ لكم زِيادةٌ في ثَوابِكم، ولو كانت مُعيَّنةً لاقتصَرْتُم عليها، فقَلَّ عمَلُكم وثَوابُكم.
من خلال هذا الحديث يتبين لنا أن الخصام والشحناء كانا سببا في رفع معرفة أفضل ليلة وهذا وإن دل فإنما يدل على خطورة الخصام فلننتبه ونحن في هذه الأيام المباركات فقد صلينا مع المصلين وصمنا مع الصائمين وقمنا مع القائمين وتلونا كتاب رب العالمين كل هذه الأعمال الطيبة قد لا تُرفع ولا تعرض على رب العالمين بسبب الخصام. فلنكن على حذر ولنستمع إلى حبيبنا صلى الله عليه وسلم وهو يبن لنا ذلك.
ففي الصحيحين أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعرض الأعمال على الله يوم الإثنين والخميس، فيغفر لكل مسلم لا يشرك بالله شيئًا إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول الله دعوا هذين حتى يصطلحا).
** فانتبه أخي الحبيب لا تضيع أعمالك الصالحة بسبب الخصام والشحناء. اعف واصفح وسامح وكن أنت الأفضل عند الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).
كما ينبغي علينا أحبتي في الله: أن نعلم أن في ختام هذا الشهر الكريم
فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث”، فكم حصل في الشهر من خروق، “وطعمة للمساكين”، هذه الزكاة فيها إغناء المساكين في يوم الفرحة والسرور، حتى لا يوجد جائع في وقت الفرح.
فقد روى أبو داود وغيره (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ). إذن فزكاة الفطر إنما هي مطهرة للذنوب، ومكفرة لما قد يقع فيه الصائم من لغو الحديث وفحش الأفعال.
وفي رواية (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى ، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ).
** فسارعوا أحبتي في الله وأخرجوا زكاة فطركم ، طيبة بها نفوسكم ، ممدودة بها إلى الرحمن أيديكم ، فإن الصدقة تقع في يد الرحمن قبل أن تقع في يد أخيك الفقير ففي المعجم للطبراني عن ابن عباس رفعه قال :(ما نقصت صدقة من مال قط وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل). وفي مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تَصَدَّقَ بِتَمْرَةٍ مِنَ الطَّيِّبِ وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطِّيِّبَ وَقَعَتْ فِي يَدِ اللَّهِ فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ حَتَّى تَعُودَ فِي يَدِهِ مِثْلَ الْجَبَلِ). **وفي الختام أقول لكم أحبتي في الله: – إيّاكم والتفريط فيما بقي من ليالي هذا الشهر، وتزوّدوا من الأعمالِ الصالحةِ والمحافظةِ على صلاةِ الليلِ، واجعلوا ذلك سبباً لاستمراركم على صلاة الليل بعد رمضان. واجتهدوا في الدعاء لأنفسكم بالمغفرة والرحمة والقبول.
واحرصوا على حثِّ أولادِكم ونسائِكم على الصلاةِ والعبادةِ في هذه الليالي فإنّ من الاجتهادِ الذي كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إيقاظُ أهلِه في هذه الليالي. ومَنْ كانت مِن نسائِهِ حائضاً فلْيُخبرها أنّ الخير ليس مقصوراً على الصلاة. وليُحثّها على كثرةِ الذكرِ والاستغفارِ، والدعاءِ. فعن عائشة رضي الله عنها قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله).
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يعيننا على طاعته وأن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يوفقنا لإدراك ليلة القدر.
***
كتبه:- الشيخ/ كمال السيد محمود محمد المهدي.
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف